top of page
صورة الكاتبمستشار أول الطب الشرعي الدكتور هاني جهشان

قرارات حكومية تنتهك حق الإنسان الأردني بالحياة والصحة والعلاج


قرارات حكومية تنتهك حق الإنسان الأردني بالحياة
قرارات حكومية تنتهك حق الإنسان الأردني بالحياة

تعليقا على قرار الحكومة الاردنية مؤخرا برفع الضرائب على الادوية (رابط) (الغي الرفع لاحقا بتوجيه من جلالة الملك * تابع اثر ذلك في الفقرة بآخر الصفحة)، والتراخي في تطبيق التأمين الصحي للجميع، والتقتير المالي على احتياجات القطاع الصحي الأساسية، وما رافق ذلك من بيروقراطية وخلق عوائق في الإعفاءات الطبية والتحويل للمركز المتخصصة التي تقدم خدمات غير متوفر في المستشفيات الحكومية، شكلت هذه في مجموعها انتهاكا صارخا لحق الانسان الأردني بالحياة والصحة والعلاج.

الحق بالصحة ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.

يؤكد دستور منظمة الصحة العالمية على أن التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه هو أحد الحقوق الأساسية لكل إنسان، ويشمل الحق في الصحة الحصول على الرعاية الصحية المقبولة والميسورة التكلفة ذات الجودة المناسبة وفي التوقيت المناسب.


تنص الاتفاقيات الدولية على ان تلتزم الحكومة والقطاعات الطبية بما يلي:

  1. تخفيض معدل الوفيات وتحسين البيئة لتوفير الحماية الصحية للمواطنين.

  2. الوقاية من الأمراض الوبائية والمتوطنة والمهنية والأمراض المزمنة والإصابات، وعلاجها ومكافحتها.

  3. تهيئة ظروف من شأنها تأمين الخدمات الطبية والعناية الطبية للجميع في حالة المرض.

يشمل الحق في الصحة، أربعة عناصر هي:

  1. توفير القدر الكافي من المرافق الصحية العمومية ومرافق الرعاية الصحية والمستلزمات والخدمات والبرامج.

  2. استفادة الجميع من فرص الوصول إلى المرافق والخدمات الطبية، ضمن جميع مناطق الدولة.

  3. يجب أن تحترم جميع الخدمات الطبية الأخلاق الطبية المهنية وأن تكون مناسبة ثقافياً وأن تراعي متطلبات الجنسين

  4. يجب أن تكون المرافق والخدمات الطبية مناسبة علمياً وطبياً وذات جودة ونوعية جيدة.

لتنفيذ حقوق المريض هذه على ارض الواقع يتوجب على الجكومة:

  1. أن توفر سهولة نفاذ المواطن لخدمات رعاية صحية وقائية وعلاجية جيدة، بما في ذلك حقه بسهولة الوصول والنفاذ لخدمات الرعاية الصحية الطارئة.

  2. ضمان حق المريض بسهولة التحويل لخدمات الرعاية الصحية المتخصصة والمتقدمة، وحقه بالحصول على خدمات الرعاية الصحية المستمرة في مختلف المؤسسات الصحية دون أي انقطاع.

  3. ضمان حق المريض بالحصول على العقاقير الطبية الموصوفة له بسهولة ويسر.

  4. ضمان حق المريض بالحصول على خدمات الرعاية الصحية في كافة المحافظات بالتساوي ونوعية متماثلة.

  5. ضمان حق المريض بمعرفة القوانين والقواعد والسياسات المتعلقة بالتأمين الصحي وإجراءات علاجه.

  6. ضمان حق المريض بالتعبير عن الظلم الواقع عليه بسبب المساس بحقوقه، كحقه بتقديم شكوى أو تظلم عن إجراءات علاجه.

فوضى التأمين الصحي في الأردن يشكل انتهاك صارخا للحقوق المذكورة سابقا، فهناك:

  1. تغير مستمر في أنظمة التأمين والذي يستهدف في الاعم الاغلب خفض النفقات لصالح ميزانية الحكومة على حساب المريض وصحته وحياته بما في ذلك عدم مباشرة مؤسسة الضمان الاجتماعي بتنفيذ المادة الواردة في قانونها والمتعلقة بالتأمين الصحي للمنتفعين من الضمان وأسرهم.

  2. تعدد الجهات التي تمنح الإعفاء لغير المؤمنين صحيا من وزير الصحة لرئيس الوزراء لقائد القوات المسلحة للديوان الملكي والتي تحتاج لإجراءات معقدة وتقارير طبية لا يتم الحصول عليها بسهولة ويرافق الحصول على هذه التقارير فوضى الواسطة والمحسوبية وعدم مصداقية هذه التقارير، كما أن استجداء العلاج على أبواب الوزراء ورئيس الوزراء، بحد ذاته يشكل امتهان لكرامة الإنسان ولحقه بالصحة والعلاج.

  3. استجداء ا لعلاج بالصحف ومواقع التواصل الاجتماعي انتظار لمبادرة او مكرمة من جهة ما يشكل أيضا انتهاكا لحق المريض بالصحة والعلاج وما يرافق ذلك من نشر صور وسرد أحداث عن المرض التي بحد ذاتها تشكل انتهاك لحق المريض الخصوصية والسرية أثناء علاجه.

  4. يرافق إجراءات الإعفاءات للحصول على تأمين صحي مؤقت بيروقراطية غير مبررة وتأخير دون أسباب منطقية وهذه مرتبطة بثقافة راسخة بالقطاع العام تهدف للاستثمار الوظيفي بالعلاقات الاجتماعية لإرضاء من اعتادوا على طلب الواسطة بادعاء أنهم وجهاء وشيوخ أو إرضاء لنواب المناطق التي يسكن به المريض وهذه جميعها تشكل شكلا من أشكال الفساد في استخدام الوظيفة العامة للمنفعة الشخصية.

التامين الصحي للجميع المواطنين:

لا يوجد مبرر واحد حقيقي للتأخير بتنفيذ التأمين الصحي للجميع، هو حق يهدف للأمن الاجتماعي والذي يوازي الأمن في مواجهة مخاطر الجريمة والعنف والإرهاب، وضبط النفقات الحكومية بواسطة التقطير في علاج المواطن هو انتهاك بحد ذاته لحقوق الإنسان بالحياة والصحة والعلاج، ويتوجب إلغاء جميع الجهات التي تمنح إعفاءات وتحويل تمويلها لصندوق تأمين صحي موحد كخطوة في اتجاه التأمين الصحي للجميع.

كما يتوجب على الحكومة أن تعمل على توفير تمويل التأمين الصحي لجميع القطاعات الصحية الحكومية والعسكرية والجامعية بالتساوي، وضمان خدمات صحية بنوعية مهنية جيدة إن كانت مقدمة للمنتفعين من صندوق المعونة الوطنية أو القطاع الحكومي أو القطاع العسكري أو إلى الوزراء والاعيان والنواب، بالإضافة لشمول غير المنتفعين حاليا، لان معاناة المرض من الناحية الإنسانية لا تفرق بين طبقة الاجتماعية وأخرى.


* إلغاء رفع الضريبة على الدواء لن يغير شيء لتحسين مؤشرات الدولة الفاشلة Fragile States Index... لست بحاجة لتكون خبيرا لكي تستنج ان إجراءات الحكومة الاخيرة مجتمعة هي باتجاه مزيدا من الفشل، المؤشرات معلنة وموثقة وهي كما يلي: 1) فقدان الحكومة لقدرتها على حماية المواطن، كتوفير الرعاية الطبية المناسبة والعادلة لجميع المواطنين. 2) وجود اعداد كبيرة في اللاجئين والنازحين وعجز الحكومة عن التعامل مع تواجدهم وتوفيق تقديم الخدمات بينهم وبين المواطنين. 3) التنمية الاقتصادية التي تحابي الأغنياء على حساب الفقراء والمهمشين. 4) شيوع العنف الجماعي والجريمة. 5) هجرة الأدمغة، وهجرة المهنيين. 6) الفقر والانحدار الاجتماعي، وبالتالي الصراع بين من يملك ليعيش وبين من لا يملك. 7) الفساد وتغيب الأمة عن الحكم. 8) تدني مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والبيئية. 9) غياب سيادة القانون وانتهاكات حقوق الإنسان. 10) محابة الأجهزة الأمنية عند التعامل مع مكونات المجتمع، وتهديد ذلك للعقد الاجتماعي. 11) شيوع الإقطاع النخبوي والفصائلي، وتهديده للعقد الاجتماعي. 12) تحكم قوى خارجية في الخدمات والشؤون الداخلية.

الدكتور هاني جهشان مستشار اول الطب الشرعي

الخبير في الوقاية ومواجهة العنف والإصابات

٢١٤ مشاهدة

コメント


bottom of page